( مناجاة لرجل تعجز بطون النساء عن استنساخه اسمه خلف خالد )
«أبا خالد»
شاء القدر أن تتحمل عبثيتي قبل عقلانيتي وجنوني قبل مزاجيتي وسيئاتي قبل حسناتي لذا حصلت على درجة امتياز مرتفع في قلب اتخمته درجة «ضعيف» لمن اسماهم بالاصدقاء!
... تعرف يا أبا خالد..
بعد كل هذا العمر وهذه التجارب المريرة اكتشفت بأني كنت مجرد كرة جلدية رخيصة الثمن تقاذفتها أقدام من شرّفتهم بمسمى «أصدقائي» دون رحمة وبلا شفقة لاجل متعة خبيثة أفرزتها قلوبهم الماكرة الخالية من الانسانية.. كانوا يتقاذفون طيبتي يا خلف دون حياء وأنا يا «غافل لك الله».. وربي الذي خلقني وخلقهم كنت احرص على أن ينالهم خير من الخير الذي ينالني وأن أبعدهم عن منال الشر الذي ينالني.!
.. تعب أنا يا أبا خالد وأعرف تماما إنك تشعر بعمق تعبي هذا وتحاول بشتى الطرق انتشالي من عمق هذه الهوة السحيقة التي أوقعني بها الاصدقاء.. يا لا طيبة قلبك النقية يا خلف ويا لا مرارة الضربة لما تأتيك من القريب في الوقت الذي كنت تنتظرها من الغريب!
قلت لي ذات «مسج» يا أبا خالد: «فلاح يا خوي اترك لعب البليستيشن وقعدة البيت وحاول تطلع تزور الربع بالدواوين، وإلا روح للبر أو للبحر واطلع مع يهالك.. ما يصير تنطفي بهالطريقة ما عرفت عنك الاستسلام»!
.. ولا أنا عرفت عن نفسي الاستسلام ولكن الاصدقاء بغدرهم «طوعوني يا خوي وأنا ما كنت أطيع».
دعني اختم هذه الهستيريا يا صاحبي بهذه الحكاية:
.. قبل أيام جلست على كرسي طبيب الاسنان لأول مرة في حياتي إثر ألم فظيع لا يزيده فظاعة إلا غدر أصدقائي وأصدقك القول بأني كنت مرعوب من هذه التجربة وما هي إلا دقائق وإذ بهذا الطبيب المحترف يريني بأم عيني «ضرس العقل» وقد نخره السوس تماما فشعرت براحة لم أشعرها منذ أيام طويلة.. شكرت الطبيب «الشامي» وقلت له: ألا تستطيع خلع ألم غدر الاصدقاء يا دكتور وتريحني كما أرحتني من وجع ضرس العقل؟
ابتسم الطبيب الذي غطى الشيب رأسه وقال: طبعا لا يا استاذ والسبب عدم وجود «البنج» الذي يمكنه أن يخدرهم لنخلع غدرهم!
ابتسمت وخرجت من عيادته وأنا أردد بيني ونفسي: «بما أنه يوجد على هذه البسيطة صديق رجل اسمه خلف خالد إذا هناك أمل بإيجاد «بنج» يتمكن من تخدير الاصدقاء لنتمكن من خلع غدرهم»!
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:52 am