عندما كنت اكتب الشعر في سالف العصر و الأوان .. كنت أشعر بأن روحي تتصعد إلى السماء .. و تنتابني حاله هيجان نفسي تصل إلى حد الكآبه .. فإما الموت و إما كتابة قصيده .. لذلك تأتي قصائدي دائما و هي تحمل في طياتها شحنة بؤس لا تتناسب و وضعي الاجتماعي الذي يبلغ قمة الرفاهيه .. و كم كنت أتمنى كتابة قصيدة و أنا فرحٌ مسرور .. و لكن هيهات هيهات .
كبرت .. كبرت كثيرا .. و تحولت كتابتي الشعريه إلى نثريه .. و تحولت معها حالتي تلك إلى حالٍ أخرى .. فأصبحت لا أحب الكتابه إلا عندما يتحول رأسي إلى (( تنك )) مجوف من الداخل .. حتى إذا ضربته بيدى المضمومه أسمع له قرقعه التنك .
و أنا الآن أمر بحالة ( تناكه ) لا طبيعيه .. أسمو بها فوق الأرض .. و تتوحد فيها كل الاحاسيس التى تمر بي في مختلف الأيام في شعور واحد هو اللامبالاه .. فيتساوى في نظري غضب فلاح مني و بناء مستوطنه جديده في فلسطين !!!.
و فلاح .. ترك كل الهوايات التى يحب مزاولتها طوال حياته و تفرغ لهوايه واحده فقط .. الزن على أم رأسي لاكتب مقاله في المنتدى الذي يشرف عليه !!!.
هل فضحت سرك يا أبا ضاري ؟؟ .. قل لي .. لا أنزل الله دمعة حزن من عينك .. هل أغضبتك ؟؟ .. إن كان حدث بالفعل .. فقد احسنت والله .. بل هو المطلوب اثباته !!.
و أنا رجل مجامل بطبعي .. و في سبيل المجامله أتكلف ما لا يتواءم مع مبادئي و دعاواي العريضه .. حتى لا يقال عني في دواوين الحش والنميمه والفراغ اللامتناهي : ما فيه خير !!!.
و الخير في بلادنا أصبح مفهوما مفخخا بكل شرور الأرض ..
لذا .. فإني أحرص كل الحرص على حالة ( التناكه ) هذه .. لأني أصبح فيها انسانا حقا .. تشبه حالة الهذيان التى يمر بها بدر صفوق في قصائده .
و ما دامت الأمور تتساوى في نظري و أنا مرتفع قليلا عن هذه الأرض .. و مادام الكلام بلغ بدرا .. فيسرني و أنا مفتقد قواي العقليه .. بالكامل .. القول بأن بدر صفوق فقد كثيرا من لمعانه منذ أن تخلى عن صفوف المعارضه والسخط والتبرم .. و التحق بالصفوف الأماميه و أصبح رسميا .. يدافع عما هو قائم .
و لا ينبغي لمن مثل بدر أن يكون رسميا .. حتى و إن خسر برنامج كبير مثل شاعر المليون .. فـ للمعارضه حلاوتها .. و للتمرد لذته .. و للإغتراب ابداعه .. و لكن بدرا ارتضى ما لا ينبغي له أن يرتضيه .
دعوني و تناكتي أرجوكم .....
فقد قلت يوما لفلاح في شأن بدر عندما كان يهزأ من الساحه الشعبيه و من القائمين عليها و من روادها .. أن المحك لـ بدر عندما يكون أحد كبرائها .. فهل سيقول مثل هذا الكلام .
و حدث ما كنت اخشاه .. و أصبح بدر أحد كبراء الساحه الشعبيه ممثله في شاعر المليون .. يرقع اخطاءها .. و يدافع عنها .. و أصبح رسميا في كل شأنه .
هكذا فسرت مقالته عندما سخر من استجوابات أعضاء مجلس الأمه و دفاعه عن الحكومه .. في مقاله سابقه .
و بذلك .. انسحبت رسميته في شاعر المليون إلى رسميه في كل شأنه .
و أنا أحب بدر .. لذلك أحببت بدر ولد الشاعر مشعل دهيم .. و هو أحد تلاميذي بالمدرسه .. لظني أن أباه سماه بدرا على اسم بدر صفوق .
و مصيبة المصايب عندي أن أرى أحد تلاميذي نائما في الفصل و أنا أشرح .. و لكني عندما رأيت بدر مشعل دهيم نائما مره .. تركته و لم أعاقبه لحبي له .
و لكن عندما طلبت من التلاميذ حل تمارين الكتاب .. قال لي الولد بكل حنيه – هل في الظفير حنيه حقا؟ - : ساد شنو أكتب ؟
صج والله !!!!!
فقلت له : لا يا حبيبي .. مثلما أشعرتني و أنت نائم بأنك تشاهد فيلم هندي طويل ممل .. سأشعرك بأنك أحد أبطاله الأشرار الذي لا يدري ما يفعل أمام البطل .. في نهاية الفيلم !!!.
طلب مني فلاح كتابة مقاله .. فجاملته .. و لكني أخشى أن أكون أغضبته في هذه المجامله و أزعلت بدر .. و لكنها التناكه عندما تودي بصاحبها .
فلاح .. بدر .. اعملوا ما شئتم فأني مباهي بكم أحبائي !!!
الثلاثاء أبريل 06, 2010 5:54 am